logo
الطب السيء مدونة توفر مقالات طبية مستقلة مدعمة بالمصادر
عربي English
اقرأ جهرا وأسمعني صوتك الجميل لأن القراءة الجهرية على عكس الصامتة تساعدك على التركيز وتحقيق أعلى استفادة

لا تستهن بإجراءات مكافحة العدوى في القسطرة البولية!

مؤمن محمد عبد الستار الاثنين، 3 مارس 2025
غير مصنف
القسطرة البولية

عدوى الجهاز البولي المرتبطة بالقسطرة البولية Catheter Associated Urinary Tract Infection، واختصارا CAUTI، هي واحدة من أشهر وأشيع أنواع عدوى المستشفيات. نحو 40% من العدوى في بعض المستشفيات هي عدوى الجهاز البولي، منها 80% بسبب القسطرة البولية. أكثر عامل يحدد خطورة تكون عدوى في الجهاز البولي هو مدة بقاء القسطرة في المريض.

إن شيوع عدوى الجهاز البولي بسبب القسطرة ليس موضوع هذا المقال.. لأننا كلنا نعلم شيوعها، صح؟ كما أن خطورة عدوى الجهاز البولي ليس موضوع هذا المقال لأننا كلنا نعلم خطورتها.. صح؟

ما أريد الحديث عنه هو فعالية إجراءات مكافحة العدوى على انتشار عدوى الجهاز البولي. البعض يستهين بإجراءات مكافحة العدوى ويخترقها، مدعيا أنه نعم، عدوى الجهاز البولي منتشرة كثيرا بين مركبي القسطرة البولية، لكن إجراءات التعقيم ليست مؤثرة في هذا الأمر، وللأسف لا يمكن الوقاية منها. جئت حتى أعرض عليكم بعض الأبحاث التي تدرس هذه النقطة بالذات.. هل نبدأ؟

الدراسة الأولى: تأثير التعقيم بالكلوريكسيدين قبل التركيب

أجريت هذه الدراسة على ثلاثة مستشفيات أسترالية، متضمنة 1642 مشتركا، لتجد أن التنظيف بالكلوريكسيدين قبل التركيب أدت إلى نقص في معدل تجرثم البول Bacteriuria بنسبة 74%، ونقص في نسبة عدوى الجهاز البولي بنسبة 94%! . هذه نسب عالية، تؤكد أن التعقيم ليس بدون جدوى كما يظن بعض الأطباء..

الدراسة الثانية: تأثير مساحة التعقيم

حاولت هذه الدراسة استكشاف تأثير عامل آخر، ألا وهو: مساحة ما يتم تعقيمه من العجان Perineum. كما ترى في الصورتين الآتيتين: قارنت الدراسة بين تعقيم المساحة الأولى وتعقيم المساحة الثانية.. هذه المساحات تم تعقيمها بالبوفيدون اليودي 10% البيتادين قبل التركيب ومرة واحدة وكل يوم أثناء التركيب.

مساحة التعقيم الأولىمساحة التعقيم الثانية

وجدت الدراسة اختلافا واضحا بين المجموعتين خصوصا في اليوم العاشر، إذ صارت نسبة العدوى 21% في المجموعة الأولى مقارنة بـ10% في المجموعة الثانية. استنتجت الدراسة وجود تأثير مهم للمساحة التي يتم تعقيمها على حدوث عدوى الجهاز البولي

نتائج الدراسة

الدراسة الثالثة: التنظيف الروتيني بالكلوريكسيدين

أجريت هذه الدراسة على 60 مريضا بالعناية المركزة يركبون قسطرة بولية ثابتة في مستشفيات في طنطا. قارنت بين التنظيف الروتيني بالماء والصابون يوميا، والتنظيف الروتيني بالكلوريكسيدين يوميا. بعد أسبوعين من الدراسة تطور 26 من المجموعة الأولى إلى عدوى شديدة في الجهاز البولي، بينما تطور 2 فقط من المجموعة الثانية إلى نفس الدرجة من المضاعفات .

نتائج الدراسة

كيف تحدث العدوى؟

وهذا سؤال مثير للاهتمام، لأننا إذا فهمنا كيف تحدث العدوى فربما نفهم لماذا تحدث هذه الإجراءات فارقا.. إن البكتيريا كما نعلم موجودة على سطح الجلد كجزء منا، وتسمى الميكروبات البشرية Human Microbiome. هذه الميكروبات عادة ما تكون غشاء رقيقا على طول سطح القسطرة يسمى الغشاء الحيوي Biofilm، وهو عبارة عن عدة خلايا بكتيرية متماسكة معا ومتكتلة. عند نموها بهذه الطريقة تصل بنجاح إلى أعلى مجرى البول، مسببة عدوى الجهاز البولي.

الغشاء الحيوي
غشاء حيوي من العنقوديات الذهبية Staphylococcus Aureus، مثلما تم رؤيته على سطح قسطرة بولية. الصورة بأعلى جودة

ما يمكن استنتاجه

نستنتج بعد قراءة تلك الدراسات أولا: ألا نركب قسطرة بولية إلا لمرضى في حاجة ملحة لها! يمنع التركيب كروتين أو دون حاجة طبية معتبرة. الاستنتاج الثاني أنه إن اضطررنا لتركيبها فإن إجراءات مكافحة العدوى ليست يستهان بها، ويجب اتباعها من أجل تقليل هذا الخطر.

ما لا يُدرك كله لا يُترك كله. إن كان المشفى الذي تعمل فيه لا يوفر القفازات المعقمة فاستخدم القفاز غير المعقم وحاول تنظيفه جيدا بالمعقمات. إن كان الكلوريكسيدين أو البوفيدون اليودي البيتادين غير متوفر فاستخدم الكحول، فإن لم يكن متوفرا استخدم الماء والصابون.. إعمالا لمبدأ ما لا يُدرك كله لا يُترك كله.

وجدت بعض الدراسات أن التنظيف بالماء المعقم لتركيب القسطرة للمرضى في المنزل له نفس الفعالية مع 0.05% كلوروكسيدين . هذا يعني أن التنظيف مهم، بغض النظر عن المادة المستعملة في التنظيف، حتى لو كان مجرد الماء فحسب. ربما تكون النتيجة التي حدثت في دراسة مستشفيات طنطا حيث زادت نسبة من يصابون بالعدوى بين مجموعة الماء والصابون بسبب كون هؤلاء المرضى محجوزين في الرعاية المركزة، وبالتالي صار التنظيف بالماء والصابون وحدهما غير كاف، لكن باقي الدراسات التي وضعتها لكم في هذه الفقرة استنتجت عدم وجود فرق شاسع بين التنظيف بالكلوريكسيدين والتنظيف بالماء.

مراجع ومصادر

  1. Hariati H, Suza DE, Tarigan R. Risk Factors Analysis for Catheter-Associated Urinary Tract Infection in Medan, Indonesia.
  2. Chlorhexidine for meatal cleaning in reducing catheter-associated urinary tract infections: a multicentre stepped-wedge randomised controlled trial
  3. Qin, X., Zhao, H., Qin, W. et al. Efficacy of expanded periurethral cleansing in reducing catheter-associated urinary tract infection in comatose patients: a randomized controlled clinical trial.
  4. Efficacy of Protocol of Hygienic Care by Chlorhexidine Gluconate on the Occurrence of Catheter Associated Urinary Tract Infection among Critical Ill Patients
  5. Water versus antiseptic periurethral cleansing before catheterization among home care patients: A randomized controlled trial
  6. Povidone-Iodine, 0.05% Chlorhexidine Gluconate, or Water for Periurethral Cleaning Before Indwelling Urinary Catheterization in a Pediatric Intensive Care A Randomized Controlled Trial
استقبل إشعارات عند نشر مقال جديد على الموقع

ثبت تطبيق (الطب السيء) على متصفحك

إذا كنت تريد مني إرسال إشعارات إليك عند نشر أي جديد على الموقع، يمكنك تثبيت الموقع على متصفحك والسماح له بإرسال الإشعارات إلى جهازك.
إذا كان الزر رماديا أو لا يعمل، ربما تحتاج لتحديث متصفحك أولا.